سورة فصلت - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


قوله تعالى: {ما يُقالُ لكَ إلاّ ما قد قِيل للرُّسُل مِِنْ قَبْلِكَ} فيه قولان:
أحدهما: أنه قد قيل فيمن أًرْسِلَ قَبْلَكَ: ساحر وكاهن ومجنون. وكُذِّبوا كما كًذِّبتَ، هذا قول الحسن، وقتادة، والجمهور.
والثاني: ما تُخْبَر إلاّ بما أًخْبِر الأنبياءُ قَبْلَك من أن الله غفور، وأنه ذو عقاب، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {ولو جَعَلْناه} يعني الكتاب الذي أُنزلَ عليه {قرآناً أعجميّاً} أي: بغير لغة العرب {لقالوا لولا فُصِّلت آياتُه} أي: هلاّ بيِّنت آياتُه بالعربية حتى نفهمه؟! {أأعجميٌ وعربيٌ} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: {آعجمي} بهمزة ممدودة، وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {أأعجمي} بهمزتين، والمعنى: أكِتابٌ أعجميٌّ ونبيٌّ عربي؟! وهذا استفهام إنكار؛ أي: لو كان كذلك لكان أشدَّ لتكذيبهم.
{قُلْ هو} يعني القرآن {للذين آمنوا هُدىً} من الضلالة {وشفاءٌ} للشُّكوك والأوجاع. والوَقْر: الصَّمم؛ فهُم في ترك القبول بمنزلة مَنْ في أُذنه صمم.
{وهو عليهم عمىً} أي: ذو عمىً. قال قتادة: صَمُّوا عن القرآن وعَمُوا عنه {أولئك ينادَوْنَ من مكان بعيدٍ} أي: إِنهم لا يسمعون ولا يفهمون كالذي يُنادي من بعيد.


قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب} هذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمعنى: كما آمن بكتابك قومٌ وكذَّب به قومٌ. فكذلك كتاب موسى، {ولولا كلمةٌ سَبَقَتْ مِنْ ربِّكَ} في تأخير العذاب إلى أجل مسمّىً وهو القيامة {لقُضيَ بينَهم} بالعذاب الواقع بالمكذِّبين {وإِنَّهم لفي شَكٍّ} مِنْ صِدقك وكتابك، {مريبٍ} أي: مُوقع لهم الرِّيبة.


قوله تعالى: {إِليه يُرَدُّ عِلْمُ السّاعة} سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرنا عن السّاعة إن كنتَ رسولاً كما تزعم، قاله مقاتل. ومعنى الآية: لا يَعْلَم قيامَها إلا هو، فإذا سُئل عنها فِعلْمُها مردودٌ إِليه.
{وما تَخْرُج من ثمرةٍ} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: {من ثمرةٍ}. وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: {من ثمراتٍ} على الجمع {مِنْ أكمامها} أي: أوعيتها. قال ابن قتيبة: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترةً، وغلاف كل شيء: كُمُّه، وإِنما قيل: كُمُّ القميص، من هذا. قال الزجاج: الأكمام: ما غَطَّى، وكلُّ شجرة تُخْرِج ماهو مُكَمَّم فهي ذات أكمام، وأكمامُ النخلة: ما غطَّى جُمَّارَها من السَّعَفِ والليف والجِذْع، وكلُّ ما أخرجتْه النخلة فهو ذو أكمام، فالطَّلْعة كُمُّها قشرها، ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة: كُمَّة، لأنها تُغَطِّي الرأْس، ومن هذا كُمّا القميص، لأنهما يغطِّيان اليدين.
قوله تعالى: {ويومَ يُناديهم} أي: ينادي اللهُ تعالى المشركين {أين شركائِي} الذين كنتم تزعُمون {قالوا آذَنّاكَ} قال الفراء، وابن قتيبة: أعلمناكَ، وقال مقاتل: أسمعناكَ {ما مِنّا من شهيدٍ} فيه قولان:
أحدهما: أنه من قول المشركين؛ والمعنى: ما مِنّا مِنْ شهيد بأنَّ لكَ شريكاً، فيتبرَّؤون يومئذ ممّا كانوا يقولون، هذا قول مقاتل.
والثاني: أنه من قول الآلهة التي كانت تُعبد؛ والمعنى: ما مِنّا من شهيد لهم بما قالوا، قاله الفراء، وابن قتيبة.
قوله تعالى: {وضَلَّ عنهم} أي: بََطَلَ عنهم في الآخرة {ما كانوا يَدْعُونَ} أي: يعبُدون في الدنيا، {وظنُّوا} أي: أيقنوا {ما لهم مِنْ مَحيصٍ} وقد شرحنا المحيص في سورة [النساء: 121].

1 | 2 | 3 | 4 | 5